U3F1ZWV6ZTEwOTg0MzkwMjAxOV9GcmVlNjkyOTkwMzE0MjE=

الحجم

 



هل يستيقظُ الرجالُ والنساء؟؟…


من أجمل ماقرأت/قصة واقعية…


حكَت إحدى الفتيات،قالت: 


تقدّمَ رجلٌ لخطبتي وكان شرطهُ الوحيد للزواج مني هو الاعتناءُ بوالدته…


 أخبرني بأنه لن يطلبَ مني أكثرَ من ذلك، 

فقط أُراعي أمّهُ وقت غيابه، فأُمُّه طريحة الفراش منذ عشرة أعوام ،،،

وبعد وفاة والدِهِ لم يبقَ له سواها من الحياة …


فقط كان هذا شرطه… أمُّه.... 


 قال لي أنه يعرفُ بأنني لستُ مُكلّفةً برعايتها أو خدمتها، ولكن… 

إذا وافقتُ أنا، فسيكون ذلك من بابِ إنسانيتي وطاعةً له… 


هكذا أخبرني... 


كانت أمهُ قد تعرّضَت لحادثِ سيرٍ مُرعب، فقَدَت معه التحكّم في جسمها بالكامل وشُلّت أطرافُها ،، وكان هو القائم برعايتها ،،،

 ولكن نظراً لانشغالهِ بدراستهِ وعملِه، هناك أوقاتٌ يغيبُ عنها وهي بحاجةٍ إلي أدويةٍ واهتمام...  


فكّرتُ كثيراً…

 وتحيّرت أكثر…

 فهذا يعني وكأنه بحاجةٍ إلي خادمةٍ وليس إلى زوجة... 


تكلّمت مع والدي الذي خفّف من ضجيج تفكيري وقال لي : 


اسمعي يا ابنتي …

 هذا مستقبلك،

وليس لي حقّ التأثير عليكِ، ولكن طالما أنك سألتني عن رأيي فأنا أؤمنُ جيداً بأن صنائعَ المعروف تقي مصارعَ السوء ،، 

وشخصٌ كهذا كونهُ حريصٌ على والدته، فلن يُضيّعكِ معه، ولن يظلمكِ حقِّك... 


إن أحبّكِ… أكرمك ، 

وإن كرهك… لن يظلمك ،، 

فإذا كنتِ ستُراعي أمهُ بشكل يُرضيه بأن تضعيها في مقام أمك… فاقبلي يا ابنتي ،، 

وإذا كان الشيطانُ سيجدُ له باباً إلى قلبكِ فيحمِلُكِ على ظُلمها… فرفضُكِ الزواج أسلَمُ لكِ..  


تزّوجنا فعلاً ،، 

وفي أول ليلةٍ لي معه أخذني إلي غُرفتها ،،،

صُعِقتُ من منظرِ الغرفة التي بَدَت كانها قطعةٌ من الجنة !!

"ألوانها ،،، ترتيبها ،،، وسائل التدفئة فيها ،،، مُختلفة تماماً عن باقي البيت ،، …


تركني واقتربَ من سريرها وكانت نائمة وأخذ يهزّ كتفَها برفقٍ قائلاً : 


أمي،،أمي،،

 لقد أحضرتُ هديّتي لكِ ،،، هذه زوجتي ألا تريدينَ رؤيتَها!!! 


فتحَت عيناها برِفق،،، 

ونظرَت له بابتسامةٍ وادِعَة ثم حوّلَت نظرَها نحوي ،،،


 لا أستطيعُ وصفَ تلك اللحظة ،، 

 عيونها مليئةٌ بألم ،

وثغرُها مبتسمٌ بحُزن ،، 

وكان وجهُها كالقمرِ في ليلةِ تمامِه هادئاً جداً لإمرأة في السبعينَ من عمرِها...  


قالت : مُبارك عليكِ بُنيتي زفافك ،،، 

وأدعو الله أن يرزُقكِ ولداً باراً مثلَه ،،

 وأن لا تكوني ثقيلةً عليه مثلي ،،،

 ثم ذرفَت عيناها دموعاً أشبهُ بفيضانٍ سُمِحَ له بالجَرَيان..  


سارعَ إبنها لِمَسحِ دموعِها بكُمّ بدلَته وقال :


 هذا الكلام يُغضبني وأنتِ تعلمين ذلك ،، 

أرجوكي أمي… لا تُعيديها ،، فاقتربتُ أنا منها وقبّلتُ يدها ورأسَها وقلت : آمين.. ماما...  


مرّت أيامي في هذا البيت ودهشتي فيه تزيدُ يوماً بعد يوم ،، 

كان هو من يُغيرُ لها الحفّاظ،،، وكان يُحمّمُها في مكانها بفرشاةِ الاستحمام...  

وكان يُبلّل لها شعرها ويُسرّحه لها ،،،

وعندما تألّمَت من المشط أحضرَ لها مشطاً غريباً كان من الورق المُقوّى، ناعماً من أجل فَرْوة رأسِها ، كان قد رآه في أحدى الإعلانات التجارية.. أحضرهُ لها ،،، سُرّت جداً بذلك المشط ،،،

 

كان يُضَفّرُ لها شعرَها في جديلتين صغيرتين ،، 

وكانت تخجلُ عندما يفعلُ لها ذلك وتبتسمُ بحياء وتقول : لستُ صغيرةً على هذا أيها الولد ،،

 فلتُنهي ذلك ،،، فيردُّ عليها : 


عندما يُعجَب أحدُهم بكِ فستشكُريني ..

عندها كانت تغرقُ في ضحكٍ عميق، كنت أرى من خلفِ ذلك الضحك كيف كان ينظرُ لها كطفلٍ ما زال في السادسة من عمره....  


حقاً كان يُحبها.... وجداً.... 


لا أعرفُ ماذا قصَدَ عندما أخبرني بأنه يريدني أن أعتني بها ،،

 

هو يفعلُ كلَ شيئ.... 


أخبرني بأنه يستثقلُ عليها بأن تكون فيه وحيدةً وقتََ خروجهِ إلى عمله…


كنت أستغربُ كيف يجدُ وقتاً لكل ذلك ،،، وكنت أنا أساعدها في تناول وجباتها وأخذ أدويتها فقط....

 

هذا كل دوري... 


أحببتُ علاقتَه بها جداً ، وكان مُتعلقاً بها أكثر ،

 وكان يستيقظ في الليل على الأقل ثلاثَ مرات لينقلها من جانب لآخر حتي لا تُصابَ بقُرح الفِراش وليطمئنَّ عليها....


كان مع كل مُناسبةٍ يُحضرُ لها ملابسَ جديدة ،، ويُشعرها بجوّ تلك المناسبة ...   


وفي أحدى المرّات كان قد نسي إحضار حفّاظٍ لها،،، وعندما استيقظ ليلاً للاطمئنان عليها شمَّ رائحةَ قذارة فعرف أنها قد أطلقَتها علي نفسها ،،، 


كانت تبكي جداً وتقول آسفةً:

حدَثَ ذلك رغماً عني... 

كان مُنهمكاً في تنظيفها وهي تبكي وتقول : أنت لا تستحقّ مني ذلك.. 

هذا ليس جزاءً لائقاً بك ،، أدعو الله أن يُعجّلَ بما بَقي لي من أيام... 


أخبرها قائلاً : أفعلُ ذلك يا أمي بنفسِ درجةِ الرّضا التي كنتِ تفعليها بي في صِغَري.


 وأنا،،،لمّا رأيتُ هذا المشهد تملّكَني البكاء وسَرى في خاطري …أن هذا الرجل هو فعلاً رزقٌ من الله سبحانه…


أنجَبتُ منه ولداً ،،،  

تمنّيت أن يكونَ مثلَه في كل شئ ،، 

فحملتُه وذهبتُ به إلى جدّته ووضعتهُ في حُضنها وقلتُ لها : أريدهُ مثل ابنك... فابتسمَت وقالت :

 إبني أنا رزقٌ لي ،، 

والرزق بيد الله عزيزتي ،، فادعي اللهَ أن يُربّي إبنَكِ لكِ... 


كانت حياته كُلها بركةٌ وخير ، لم يتذمّر منها قط لا أمامي ولا أمام غيري....  

وكانت رائحتهُ تفوحُ بالبِرّ بأمه حتى ظننتُ أنها،،،

 تكفي جميعَ العاقّين لوالديهم..... 


هذا الابنُ البارّ … هو فضيلة الشيخ العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي…


نحن لا نقُصُّ القصَصَ لينامَ الأطفال…

بل ليستيقِظ النساءُ والرّجال…


اللهم ليسَ لنا من الأمر إلا ما قضَيت،


ولا من الخيرِ إلا ما أعطيت،


فاجعل لنا في كل لحظةٍ حظّاً من عبادتِكَ، ونصيباً من شُكرِك. 


أسعَدَكم اللهُ بطاعتهِ وشكرهِ وحُسنِ عبادته.


_______________________________

قناتنا على التلجرام


قناتنا على اليوتيوب



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة